التهاب الأذن الوسطى هو حالة طبية شائعة تصيب الأذن، وتحدث غالبًا نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية. يعاني الكثير من البالغين والأطفال من هذا الالتهاب الذي يؤثر على منطقة الأذن الواقعة خلف طبلة الأذن. يمكن أن يكون الالتهاب حادًا أو مزمنًا، وقد يصاحبه مجموعة من الأعراض المزعجة التي تؤثر على نوعية الحياة اليومية. في هذا المقال، سنستعرض أعراض التهاب الأذن الوسطى بالتفصيل، مع توضيح أسبابه وطرق تشخيصه.
ما هو التهاب الأذن الوسطى؟
التهاب الأذن الوسطى هو التهاب يصيب الفراغ الهوائي في العظم الصدغي، الذي يقع خلف طبلة الأذن. تُعتبر هذه الحالة أكثر شيوعًا بين الأطفال، نظرًا لأن قنوات الأذن لديهم تكون أصغر وأقل تطورًا، مما يجعلها أكثر عرضة للانسداد والعدوى.
أعراض التهاب الأذن الوسطى
1. الألم في الأذن (Otalgia)
- يُعتبر الألم من أبرز الأعراض، ويتراوح من خفيف إلى شديد.
- قد يشعر المريض بضغط أو ألم نابض داخل الأذن، خاصة أثناء النوم أو عند الاستلقاء.
2. فقدان السمع المؤقت
- يحدث بسبب تراكم السوائل خلف طبلة الأذن، مما يعيق انتقال الصوت.
- يمكن أن يشعر المريض بانسداد في الأذن أو ضعف القدرة على سماع الأصوات بوضوح.
3. إفرازات من الأذن (Otorrhea)
- في بعض الحالات، قد تخرج إفرازات صفراء أو بيضاء من الأذن، خاصة إذا كان هناك ثقب في طبلة الأذن.
- تُشير هذه الإفرازات إلى وجود عدوى متقدمة.
4. الشعور بامتلاء أو ضغط في الأذن
- غالبًا ما يصاحب الالتهاب شعور بالامتلاء أو ضغط داخل الأذن الوسطى نتيجة لتراكم السوائل أو الالتهاب.
5. الحمى وارتفاع درجة الحرارة
- الحمى قد تكون عرضًا شائعًا خاصة عند الأطفال، وتشير إلى استجابة الجسم للعدوى.
6. الصداع والدوخة
- التهاب الأذن الوسطى يمكن أن يؤدي إلى شعور بالدوار أو عدم التوازن بسبب قرب الأذن الوسطى من جهاز التوازن في الأذن الداخلية.
- قد يعاني المريض أيضًا من صداع نتيجة الالتهاب والضغط.
7. صعوبة في النوم
- الألم والضغط داخل الأذن يزدادان عند الاستلقاء، مما يجعل النوم غير مريح وصعبًا.
8. فقدان الشهية عند الأطفال
- الأطفال المصابون بالتهاب الأذن الوسطى قد يرفضون الطعام أو الرضاعة بسبب الألم أثناء البلع.
9. البكاء المستمر عند الأطفال
- يُعد البكاء المستمر أو التهيج من العلامات البارزة عند الأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عن الألم بالكلام.
أعراض التهاب الأذن الوسطى المزمن
في بعض الحالات، يتحول التهاب الأذن الوسطى إلى حالة مزمنة، مما يؤدي إلى أعراض إضافية تشمل:
- إفرازات مستمرة من الأذن لفترة طويلة.
- ضعف السمع الدائم أو المتكرر.
- ثقب دائم في طبلة الأذن.
أسباب التهاب الأذن الوسطى
- العدوى البكتيرية أو الفيروسية، خاصة بعد الإصابة بنزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي.
- انسداد قناة استاكيوس، التي تربط الأذن الوسطى بالأنف، مما يؤدي إلى تراكم السوائل.
- الحساسية الموسمية التي تسبب احتقان الأنف وانسداد القنوات.
- ضعف المناعة، مما يجعل الشخص أكثر عرضة للعدوى.
متى يجب زيارة الطبيب؟
- إذا استمرت الأعراض لأكثر من يومين دون تحسن.
- إذا كان الألم شديدًا أو مصحوبًا بإفرازات من الأذن.
- عند ملاحظة فقدان السمع.
- إذا ظهرت أعراض الدوار أو عدم التوازن.
طرق التشخيص
- الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص الأذن باستخدام منظار الأذن لتحديد وجود التهاب أو سوائل خلف الطبلة.
- اختبار السمع: يُستخدم لتقييم مدى تأثر السمع بسبب الالتهاب.
- اختبارات أخرى: قد تُجرى في حالات الالتهاب المزمن لتحديد مدى تأثر الأذن الداخلية.
علاج التهاب الأذن الوسطى
- المسكنات: مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الألم والحمى.
- المضادات الحيوية: تُوصف في الحالات البكتيرية، وخاصة عند وجود إفرازات أو استمرار الأعراض.
- الأدوية المزيلة للاحتقان: لتخفيف الضغط على قناة استاكيوس.
- إجراء جراحي: في بعض الحالات المزمنة، قد يتم إدخال أنابيب تهوية لتحسين تصريف السوائل.
الوقاية من التهاب الأذن الوسطى
- غسل اليدين بانتظام لتقليل خطر انتقال العدوى.
- تجنب التدخين أو التعرض لدخان السجائر، خاصة حول الأطفال.
- علاج نزلات البرد والحساسية بشكل صحيح لمنع انسداد قناة استاكيوس.
- الرضاعة الطبيعية للأطفال، حيث توفر مناعة إضافية ضد العدوى.
التهاب الأذن الوسطى من الحالات الشائعة التي تتطلب تشخيصًا وعلاجًا مبكرًا لتجنب المضاعفات. إذا شعرت بأي من الأعراض المذكورة، فمن المهم استشارة الطبيب للحصول على العلاج المناسب، والعودة بسرعة إلى حياة طبيعية خالية من الألم.